الاثنين، 9 يناير 2012

هدي نبوي وطب عالمي الحجامة

هدي نبوي وطب عالمي الحجامة

محمد بلهنوت

ظهر في الآونة الأخيرة الحديث عن الحجامة ورجوع الكثير من المرضى وغيرهم من اجل العلاج والوقاية إلى الحجامة والنتائج التي بينت أن الحجامة طب قائم بذاته واستطباب عالمي عالج به الإنسان نفسه منذ عصور إلى أن جاء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وامرنا وحضنا على فعلها والعلاج بها ولكن هناك من يهاجم كل ما هو في السنة النبوية  متعلق بالطب أ والعلاج من الأمراض .. ومنها الحجامة ..وحسبنا الله ونعم الوكيل. نعم نحن هنا بصدد توضيح علم الحجامة  الذي يمارسه أخصائيون في طب الحجامة والدارسون لها تحت إشراف طبي.

وهنا أدلة من السنة النبوية علي صحة الحجامة وعدم ضررها بالجسم إذا تمت على يد متخصصين في الميدان  من أطباء بداية وغيرهم من أخصائي العلاج الطبيعي المعالجون المختصون في الطب التكميلي البديل قال صلى الله عليه وسلم: (نعم العبد الحجامة يذهب الدم ويجفف الصلب ويجلو عن البصر) رواه الترمذي.

وقد روي أيضا (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره) البخاري ومسلم

لقد أثبت العلم الحديث أن الحجامة قد تكون شفاء لكثير من الأمراض التي استعصت على الطب الحديث كأمراض الشقيقة والروماتيزم وأمراض الدم و أمراض الكبد فيروس ب وس   نتحدث في هذه المقالة عن الحجامة وفوائدها، حيث وردت في دواوين السنة أحاديث كثيرة عن الحجامة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي                                    :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو كية نار، غير أني لا أحب أن أكتوي بالنار)أخرجه أبو  داود وقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري)  أخرجه البخاري. (القسط البحري :العود الهندي)     وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الدواء الحجامة)

عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر، أو تسعة عشر، أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله)هذه الأوقات مستحبة لمن أراد الحجامة الوقائية لا العلاجية التي تخضع لحصص معينة  وفي ايام محددة وكذالك قوله عليه الصلاة والسلام فليتحر= فليتخير، يتبيغ= أي غلبة الدم على الإنسان وتردده في مجراه فيؤدي إلى قتله ما نسميه اليوم ارتفاع الضغط والذي تكلم عنه رسول الله وهو سيد سادات الأطباء .و رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به.

 لمحة تاريخية عن طب الحجامة:

الحجامة علاج عرفته كثير من الشعوب القديمة كالصينيين والبابليين واليونان والفراعنة إذ أن أقدم الوثائق عن الحجامة وجدت منذ 1500 ق.م عند قدامى المصريين تمثلت في نقوش تظهر أدوات طبية استخدموها لهذه العملية يرى أبقراط  أن الفراعنة قسموا الطب العلاجي إلى نوعين: طب الصوم وطب الإخراج ويعنون به الحجامة عن طريق شرطات يحدثونها في الجلد . وإن ما كتبه أبقراط  حوالي 400 ق.م  هو أقدم النصوص المكتوبة حيث كان وأتباعه يطبقون الحجامة لمعالجة المصابين بالتهاب اللوزيتن وعسرة الطمث، وكان يشترط في المحاجم أن تكون صغيرة القطر، مخروطية الشكل وخفيفة الوزن وخاصة عندما يكون المرض المعالج متركزاً في الأعماق.

وتؤكد بروس بينتلي(3) أن أبقراط عرف الحجامة بشكليها الجافة والرطبة . وأن الحجامة بقيت معروفة في الممارسة الطبية في كل أنحاء أوربا وطبقها العالم اليوناني غالن (150ق.م) وبراسيلوس(1500م) وأمبروس بار(1590م).

لقد تطورت الحجامة عبر الزمن واستخدمها بعض الأقوام لسحب السموم من لسعات الحيات وغيرها من الإصابات الجلدية باستخدامهم لقرون الحيوانات المجوفة بعد تفريغها من الهواء بمصه عن طريق الفم ثم تطورت باستخدام كؤوس من خشب الخيزران ثم  صنعت من الزجاج.

ومع تطور الكؤوس تطورت أيضاً التطبيقات السريرية للحجامة وكذا مع تنوع الثقافات التي هيات الحجامة لتكون آلية ممتازة لحفظ الصحة. ويبدو أن الصينيين هم الذين وسعوا الانتفاع بالحجامة. وترى أنيتا شانون أن أول تقرير طبي علمي كتب عام 28 م فيه مقولة صينية مفادها أن المعالجة بوخز الإبر مع الحجامة تشفيان أكثر من نصف أمراض البشر، وتوضح معطيات الطب الصيني أن الحجامة تبدد الركودة الدموية، والتي بسببها تنتشر أمراض  وسببها عدم وصول الدم الكافي للجهاز المريض اقصد الدم النقي بكل مكوناته.

جي هونغ ( عام 340م )أول من وصف في كتابه " وصفات الطوارئ " الحجامة وقررها كعلاج إسعافي واستعمل لها القرون الحيوانية .

وفي كتاب Tang Dynasty وصفت الحجامة لمعالجة السل الرئوي والأمراض المشابهة. بعد ذلك تحدث Zhao   Xuemin  عن أهمية الحجامة باستعمال محاجم مسخنة بحرق قطعة من الصوف فيها تصنع من الخشب أو الخزف ويصفها  لمعالجة الصداع الناجم عن البرد، والدوار، والآلام البطنية وأوجاع المفاصل.                            .

وهناك نصوص من طب الفراعنة تؤكد استعمالهم للحجامة في معالجة حالات مرضية متعددة كالحمى والآلام والدوار واضطراب الطمث وضعف الشهية من أجل تعجيل شفائهم. ومن عند المصريين انطلقت الحجامة إلى اليونانيين ومنهم انتقلت إلى الشعوب الأوربية وحتى إلى الأمريكيين.              .

كما أثبتت المصادر التاريخية معرفة العرب في جاهليتهم للحجامة  وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم قومه على الانتفاع بهذه الطريقة العلاجية، بل واستخدمها النبي صلى الله عليه وسلم للوقاية من العديد من الأمراض كتبيغ الدم .

ومنذ مطلع القرن التاسع عشر ظهرت أوراق بحث تفيد تطبيق الأطباء الأوربيين والأمريكيين للحجامة في الممارسة العملية. كما أثمرت جهود التعاون بين الأطباء السوفيت والصينين عن نتائج طيبة في التطبيقات السريرية للحجامة وأصبحت من المعالجات الأساسية هناك حيث تجدها مطبقة في معظم مشافي الصين. كما أن حجامة الثديين أصبحت تمارس لمعالجة الأثداء الملتهبة وفي اضطرابات الرضاعة حيث طبقت ممصات الثدي العائلية.                                       .

وفي أواخر القرن العشرين دخلت تطورات مهمة على تقنية الحجامة إذ ظهرت نوعيات من الكؤوس مجهزة بمضخات يدوية عوضاً عن استعمال النار في تفريغ الهواء.                                .
وفي تحقيقه لكتاب " الطب من الكتاب والسنة  " كتب د. عبد المعطي قلعجي مؤكداً أنه حتى عام 1960 لم تكن تصدر مجلة طبية أو كتاب في علم وظائف الأعضاء أو العلاج إلا وللحجامة فيه ذكر وفوائد وآلات. و ذكر أن بعض الشركات المختصة بإنتاج الأجهزة الطبية أنتجت حقيبة خاصة لأدوات الحجامة. وفي عام 1973 وقع بيدي كتاب عن علاج الروماتيزم والتهاب المفاصل لمؤلفه د.فورستر لنغ فوجدته يشير إلى الحجامة كمخفف للآلام الرثوية الشديدة.انتهى كلام الدكتور عبد المعطي.

و في عام 1975 ذكرها الأستاذ زكي سويدان في آخر طبعة من كتابه "التمريض و الإسعاف" القاهرة, حيث ذكر مواضع الحجامة و أنها وسيلة ناجحة لعلاج حالات هبوط القلب المترافق مع ارتشاح في الرئتين و ببعض أمراض القلب و آلام المفاصل.

و في عام 1978 ذكر الحجامة د.عبد العظيم رفعت أستاذ الجراحة في جامعة القاهرة تكلم في كتابه عن الحجامة كطريقة لمعالجة عسر التبول الناتجة عن التهاب الكليتين و تطبق الحجامة هنا على الخاصرة.                      .

يدل هذا على أن الطب إن أغفل الحجامة في مطلع القرن العشرين إلا أنه عاد و اعتمدها كعلاج من العلاجات النافعة يتعاضد معها للوصول إلى الشفاء و من ناحية أخرى ترى بعض الأبحاث أن الحجامة تنفرد في معالجات تنفع فيها و تخفف الآلام و ليس لها أي مضاعفات جانبية.

يقول د.أيمن الحسيني: في مقدمة كتابه عن الحجامة و الذي صدر عام 2003، الحجامة وسيلة علاجية قديمة جدا عادت للظهور و الانتشار من جديد و أصبح تعليمها و القيام بها يستهوي كثيرا من الأطباء بعدما أثبتت دراسات علمية في دول مختلفة من العالم فعالية هذه الوسيلة العلاجية القديمة في مداواة و تخفيف كثير من متاعبنا الصحية. والآن ولله الحمد من خلال تجربتنا الطويلة وما شهدناه بأعيننا أن هناك كثير من الحالات المرضية بتوفيق من الله الشافي شفيت بالحجامة بعد معاناة أصحابها مدة طويلة جدا. وكذالك أريد أن أشير إلى أن علم الحجامة أصبح يدرس في جامعات طبية غربية وتصدر بحوث عربية وغربية منها منال بها أصحابها رسالة المجيستير في هذا الطب النوراني النبوي الرباني .ونحن ولله الحمد ننظم دورات تكوينية للأطباء والمعالجين الطبيعيين أهدافها إعطاء الأسس العلمية للعلاج بالحجامة  نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن احييو سنة رسول الله في هذا الزمن  أمين.
المصدر:

هناك 3 تعليقات:

  1. اشكرك اخي الحبيب الدكتور احمد غلى نشر الموضوع على مدونتك

    ردحذف
  2. صلى الله عليه وسلم
    سمعت كثيراااااااا عن الحجامة ولكن لم اجربها بعدها ....
    مشكور على المعلومات القيمة :)

    ردحذف