الثلاثاء، 26 يونيو 2012

الحجامة والشائعات

الحجامة والشائعات

د/ أحمد حلمي صالح.

إن الحجامة كعلم ذو ركائز عظيمة تنبع من اصول تاريخه وتوصيات دينية وشرعية وحقائق علمية لا يختلف عليها اثنان من اجل الأمور التي يسيئ لها البعض ، وجوانب الإساءة للحجامة متعددة ، فمن طبيب جاهل لا يستطيع البحث ولم يطلع علي الكم الهائل من الأبحاث العلمية في الحجامة، إلي ممارس للحجامة بجهل يخطئ ويسئ إلي الحجامة ، إلي محب ومؤيد للحجامة بشدة ، يقوم بنشر كل شئ عنها دون تحقق أو روية، إلي إنسان رافض للرفض فقط في الحجامة. 

            إن هذه الاعتراضات التي تكون عن جهل إنما تسئ لتاريخ الحجامة المصرية التي اعتني بها القدماء فوضعوها علي معابدهم المقدسة وغيرهم من الإغريق، وكذلك جهل بالغ بالسنة النبوية الشريفة التي ورد فيها ذكر الحجامة والحض عليها ، بل ووضع شروطها الصحية التي لم يعرفها العالم إلا متأخرا في القرن الماضي.
           
 إن انتشار الشائعات في الحجامة تؤدي إلي تكوين فكر سلبي فيها لدي جمهور الأطباء الرافضين عن نقص علم وكذلك العوام، خاصة حين يتم اكتشاف كذب هذه الشائعات، مثل شائعة احتجام ملكة انجلترا ، كذلك نشر شائعات عن نتائج لأبحاث علمية ليس لها وجود إلا في خيال كاتبها، فتجد البعض يقول أن الحجامة مع قرص النحل افضل من الإبر الصينية بخمسة وعشرين مرة ، وحين تطلب منه البحث يقول هو موجود ، فتسأل موجود أين ؟ يقول مع استاذي ، وهكذا استرسال وراء استرسال دون وجود معلومة حقيقية مؤكده.
           
 كما نجد للأسف بعض الكتب والمقالات التي تقوم بنشر معلومات مشابهة دون إسناد هذه المعلومة إلي مرجع معتمد يعتد به ، فتكون كلاماً مرسلا مضللا، ينخدع به العديدون، بل ويصبح مثارا للشك لدي الإنسان في الحجامة في حالة عدم تحقيق النتيجة المرجوة التي بني عليها اماله بسبب هذه المعلومة المضللة، لذا وجب التنبيه علي جميع الأخوة الأفاضل كنوع من الموضوعية العلمية ونصرة للسنة النبوية أن لا يقوموا بالقول في الحجامة دون سند علمي واضح ، وليس مجرد اطلاق كلام لا دليل عليه، حتي نحفظ للحجامة حقها العلمي، وأدبها الشرعي، وأصلها التاريخي.

الاثنين، 25 يونيو 2012

حكمة جليلة

                 الجامع في علم العلاج بالحجامة
 
د/ أحمد حلمي صالح

مقولة رائعة للرازي صدرت بها كتابي لما فيها من أهمية عظيمة وفائدة جليلة.

ليس يكفي في أحكام صناعة الطب قراءة كتبها.

بل يحتاج مع ذلك إلى مزاولة المرضى.

إلا أن من قرأ الكتب ثم زاول المرضى. يستفيد من قبل التجربة كثيرا.

ومن زاول المرضى من غير أن يقرأ الكتب، يفوته ويذهب عنه دلائل كثيرة، ولا يشعر بها البتة.

ولا يمكن أن يلحق بها في مقدار عمره، ولو كان أكثر الناس مزاولة للمرضى ما يلحقه قارئ الكتب مع أدنى مزاولة، فيكون كما قال الله عز وجل:

وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ . سورة يوسف الآية 105 .

الأحد، 17 يونيو 2012

الحجامة وتوصيل الدواء

                                    الحجامة وتوصيل الدواء

د/ أحمد حلمي صالح
ذات يوم  اطلعت علي بحث في مجلة العلوم الأمريكية ، ساعتها قرأته باهتمام لكن لم اكن ادرك فائدته الواقعية لي ، أو مدي ارتباطه بعملي ، كان عنوان المقال : أماكن في الجسم لا يصل إليها الدواء، يا إلهي إنها كارثة بكل معاني الكلمة أن هناك بالفعل أماكن لا يصل إليها الدواء ، ولهذا تمر الأعوام دون فائدة ملحوظة للدواء . وذلك بالإضافة لتكيف الجسم مع الدواء مع طول الاستخدام ، إن هذا الحديث إنما نسوقه لمقدمة في معرفة فضل الحجامة.

حيث يشير مطلع البحث : " بعد أن يتناول مريض دواء، على المادة الكيميائية فيه أن تجتاز متاهة حقيقية؛ وعليها أن تبقى حية في رحلتها عبر المعدة وأن تدخل الأمعاء سليمة قبل اختراقها الجدار المعوي وانتقالها خلال الدورة الدموية. وما إن تصل إلى الدم حتى تتعرض للترشيح في الكبد قبل أن تنتقل إلى باقي أجزاء الجسم. وعلى المركب الدوائي أن يقاوم في كل «محطة على الطريق» أحماض العُصارات الهضمية، ويقفز على الحواجز الغشائية، ويتقي الإنزيمات المصممة لتقطيعه إربًا لا فائدة منها."

وعلي هذه الخلفية لاحظنا أن اعتلال الدورة الدموية ومتلازماتها من اعتلال الأعصاب ... إلخ يكون موجودا بدرجات متفاوتة مع جميع الأمراض، وعلي قدر نشاط الدورة الدموية وكفاءتها في القيام بواجبها من تغذية وتوصيل غذاء واكسجين ودواء ، وتصريف نواتج الهدم وعوامل الالتهاب ... إلخ، فإن الشفاء يكون حقيقا وسريعاً ، بخلاف الدورة الضعيفة.

حيث يحدث نشاط كبير في بعض الحالات بعد الحجامة واستجابة رائعة للشفاء، برغم ان الحجامة ليست علاج رئيسي في الحالة، لكن استجابة الجسم تحسنت بعد تغير الدورة الدموية عقب الحجامة.

فبعض الحالات تقول ان الدواء الذي تستخدمه لم تعد فعاليته مثل السابق ، لكن بعد إجراء الحجامة بدأ يشعر بتحسن الدواء مرة أخري.

من هنا نستطيع القول أن الضغوط الداخلية في الجسم تلعب دوراً هاما في الصحة والمرض ، والعمل علي توازنها يؤدي إلي طريق الصحة والراحة، ومع تحسن الدورة الدموية تزداد استجابة الجسم للدواء حيث يصل إلي أماكن لم يكن ليصل إليها من قبل دون الحجامة .

البحث كاملاً للاطلاع :
http://zaymalbakri.blogspot.com/2012/03/blog-post_2550.html