الخميس، 2 أغسطس 2012

الحجامة والتشدد في الدين


الحجامة والتشدد في الدين

د/ أحمد حلمي صالح




http://www.mohammediapresse.com/imagesnews/t_1304240954.gif

إن من المأثور في الشرع والعرف أن الدين يسر ، ولن يشاد الدين آحدُ إلا غلبة، فعندما تقول لشخص ما اي شئ يزيد علي قدراته ولو بقليل يقول لك الجملة المشهورة " الدين يسر " ، في إشارة منه إلي انك يجب ان تخفف عليه في الحكم أو في شدة الحديث.


فإن الله قد بعثنا أمة وسطا : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " ، فلا إفراط ولا تفريط، لا إفراط بالجور يؤذي، ولا تفريط بالتخاذل يضيع.


وللأسف الشديد نجد أن كثيرا من الأخوة الكرام يتعسرون ويعسرون في مصالح الناس فيضروا من حيث ارادوا أن ينفعوا. فالبعض مصمم علي أن الحجامة لا تجوز إلا في ايام 17 ، 19 ، 21 وصباحا فقط وفي منطقة الكاهل بين الكتفين، والحق أقول ان الجزم بفرض ذلك علي الناس مخالف لصريح السنة، فلم يرد قطعا أن النبي صلي الله عليه وسلم احتجم في هذه الأيام فقط، أو في منطقة ما بين الكتفين فقط.


فتجد البعض يسألك سؤالا اختباريا هل الحجامة تصلح في اي يوم؟؟ فإذا اجبته نعم يشعرك انك تلميذ نجحت في امتحان، وإذا قلت لا يتعامل معك كأنك لا تدري شئ، إن هذه القناعات الخاطئة ليست من الحق في شئ.


فكم من مريض زادت معاناته لجهل القائمين علي أمره وتشددهم بالباطل في إجراء العلاج في وقت مخصوص ويوم مخصوص، فلا نملك إلا أن نقول لكل من أفسد بهذا التشدد دعاء النبي صلي الله عليه وسلم " قتلوه قتلهم الله " ، فهلا سئلوا إذ لم يعلموا.


وإن قلنا بالحجامة في هذه الأيام الثلاثة أو الأربعة حسب بعض الروايات فتكون للإستحباب وليس الفرض والإيجاب. فأتقوا الله عباد الله ولا تنشروا ثقافة سوء تعود بالضرر علي المحتاج. 







هناك 8 تعليقات: