المتابعون

الاثنين، 24 أغسطس 2015

شَرطةُ الحجامة بين الإفراط والتفريط Hijama cut

شَرطةُ الحجامة بين الإفراط والتفريط

د/ أحمد حلمي صالح
أغسطس 2015


( مقال متجدد )

          أهتم ­­­­­­­­­­المصريون القدماء في حضارتهم بالحجامة ونقشت على معابدهم قديما كؤوس الهواء والمشارط المستخدمه للتشريط (معبد كوم أمبو)، وإهتم الصينيون منذ القدم بالتشريط، ولا زالت طرق التشريط والوخز (مثل: طريقة التاو عباره عن شرطه واحده دقيقه ،وتستخدم للوجه فقط، والمشرط متعدد الرؤوس ،وبه اكثر من سن في مساحه) هي الطرق المستخدمه في الطب الصيني التقليدي، وهي التى يتم تدريسها في جامعات الصين بناءآ على نظرياتهم وعلومهم التقليديه، والتى نعتمد عليها في وقتنا الحالي نظرآ لإعتمادنا على صحوتهم الطبيه في علوم الطب التكميلي، وفيما يلي عرض مبسط لأسلوب التشريط واستخداماته، علمآ بأن التشريط أو الوخز( سطحي تمامآ ) ودقيق ولا يفترض أن ينتج منه آثار جانبية أو مضاعفات.
أدوات الحجامة أسفل يمين اللوحة في معبد كوم امبو ضمن لوحة الأدوات الجراحية
مشرط الحجامة والتشريط :

          إن التشريط في الطب الصيني عبارة عن وسيلة للإخراج، حيث يتم استخدام العديد من الأدوات ومنها الديرمانيدل وتستخدم لتحريك الدم عن طريق تنشيط الدورة الدموية بالتأثير علي النقاط،كذلك الوخز الذي يُعد من التشريط       ، كذلك استخدام إبرة المحقن العادي، حيث يقوم الصينيون بإدخال الإبرة داخل العضلة إدخال عميق والسحب ويستخدمونها مع الكدمات والإصابات. ولقد تعددت أشكال المشرط عبر التاريخ فاختلف حجم المشرط وشكله وجودة صناعته. ففي العصر الحديث ظهرت (شفرة الحلاقة) كنموذج.

          ويذكر الأستاذ الدكتور محمد عباس أن الموس شفرته مطلية بمادة كلوريد الزئبقيك التي تعقم مكان أثر الجرح وتمنع سيولة الدم وهذا هو المطلوب أما المشارط الجراحية مطليه بمادة نيتريت التيتانيوم التي تتناسب مع الجراحيات الداخليه في العمليات حيث اختلاف الخليه الجلدية والعصبية للجلد عن خلايا الأعضاء مثال الكبد أو البروستاتا أو المخ فكل عمليه لها مشارطها ولما كانت الحجامة وخزات صغيره فكان الأمواس أفضل . وهناك من يفضل تقنيا استخدام (المشرط المعقم )الذي يباع بالصيدليات،داخل جراب معقم وله العديد من المقاسات يفضل بعضها في الحجامة كمشرط رقم 11او 23.

          واستعماله في تشريط جميع أماكن الخريطة العلاجية دفعة واحدة هو الافضل في الاداء ، وهذه قاعدة لعموم الأمراض باستثناء : الأمراض الجلدية والأورام، فالأمراض الجلدية تشرط المواضع الغير مصابة أولا ثم المصابة او نستخدم مشرط للمواضع السليمة من الإصابة الجلدية ومشرط آخر للمواضع المصابة بمرض جلدي. أما الأورام يفضل البعض استخدام مشرط لكل موضع.

طرق اخري للتشريط

          يُضاف إلي آداة المشرط: ادوات التشريط التي تشمل الديرمانيدل وما لها من خصائص تجميلية، كذلك بعض المشارط الدقيقة ، الموس المعقم، وشكاكة فحص الدم، المشرط الطبي كواخذ وقاطع.
مزايا وعيوب كل نوع

          فالموس اقل في اثر الجرح بعد الحجامة فيكون أثرة ضعيف او منعدم بعكس المشرط،  وكذلك حاد وخفيف عند الاستخدام وله طريقه رائعة للتدريب عليه باحترافية تامة ، الا انه يحتاج منا ان نقوم بتبديل الشفرة كلما فقدت حدتها حتى نضمن أفضل أداء دائما،كما يحتاج منا الى تعلم مهارة تليين الجلود الجافة بشمع العسل ،او الكريمات والزيوت الملطفة كزيت الزيتون والسمسم حتى نضمن  أفضل أداء دائما.

          وأما المشرط  فهو سهل التحكم في شرطته مع اي نوع جلد وفي أي موضع ، وبعض المناطق ذات الإحساس المعدني اثناء التشريط وايضا بعض المواضع تستعصي علي الشكاكة الا بجهد وتكون ايسر للمشرط لاسيما مشرط رقم 11 كما نري في بعض المواضع مثل المغيثة او المناطق المحيطة بالمفاصل احيانا ... الخ.

اسس التشريط       

          إن لشرطة الحجامة اسس وقواعد عدة يجب علي المعالج الأمين أن يتبعها مؤديا لأمانة العلاج وحفظا لصحة المريض وذلك بمراعاة الفروق الفردية بين مواضع الحجامة في الشخص الواحد وبين شخص وآخر، فالتشريط لابد له من عمق واحد، وطول واحد في كل الحجامه، بحيث يراعى اثناء التشريط اختلاف طبقات الجلد وسماكتها في جسم الانسان. فجفن العين ارقها سمكا، ويزداد السمك عند المرفق والكعبين وباطن القدم، والامر يرجع لمهارة المعالج ودقته، ونسأل الله من فضله الواسع.

          إن الاصل في الظروف العاديه ان يكون التشريط بطريقة واحدة مدروسه مناسبة لطبيعة الجلد في المنطقة التي نتعامل معها علاجيا، فلابد من فراسة المعالج ودقته مع الشرطه الاولى وعليها يقيس بقية الشرطات، فالعمق غالبا لا يتعدي 0.1ملم وطول الشرطة يبدا من الوخزة وحتي 4 ملم، وعلي حسب طبيعة البشرة تكون قوة المعالج في الشرطة في الحدود الآمنة 0.1 ملم. فقد تجد بشرة جافة ويكون التشريط سطحيا فلا تجدي نفعاً، أو يكون جلد البعض طريا هشا بصورة زائدة بحيث يحدث جرح عميق من الشرطة العادية المعتادة.
          
    إن عمق التشريط عمليه نسبيه، فمن معمقات الجرح طول فترة المرض خاصة حالات الالتهاب كعرق النسا، فتجعل الجلد ايسر في الشرط فيزيد العمق فيجب مراعاة ذلك، إن تشريط الحجامه واحد وسطحي ودقيق إلا في استثناءات قليله نجدها على فترات متباعده، مثل استخدام الوخز حول مواضع العين أو باطن القدم أو مع الجلد السميك، او زيادة حدة الشرطة مع الجلد الجاف المغلف بطبقة جافة من الكيرتين... إلخ .

         
          اما كمية الدم المرتبطة بالتشريط ففي احيان كثيرة نلاحظ أن كمية الدماء الخارجة مع الوخز الكثير تتساوي مع الخمس وخزات، أو مع الشرطات العديدة ونظام الخمس شرطات بشرط تساوي عمق الشرطات
          اما أثر شرطات الحجامة فهو أمر نسبي بين بشرة واخري بحسب المسافات البينيه للثغور في الجلد، وطبيعة الجلد وحساسيته وجفافة ودرجة تصبغ الجلد والمطهرات المستخدمة، ونوع اداة التشريط وعمق التشريط، والعناية بعد الحجامة، فمن المعروف من كتب العرب قديما ان للحجامة اثار وان لها ما يمنع تكونها، مثل استخدام زيوت علاجية كزيت اللافندر أو دهان عسل النحل بعد الحجامة.

ملاحظات هامه جدآ عملية التشريط :


أولا :- يجب ملاحظة نوعية الجلد جيدآ منذ اول شرطه .

          ثانيآ :-اتجاه التشريط في المواضع على الجسد كله طوليه عملآ بإتجاهات مسارات الطاقه، وهناك من يجعلها على الكتف موازية للمحور الطولي للجسد وليس العكس ،أي انها عند الكتف تكون بطول الذراع تماشيآ مع النسيج العضلي للكتف والذراعين .
دقة التشريط وأن لا يكون غائرا.

          ثالثآ :  ارتكاز الأصابع الثلاثة على الجسم للتحكم الكامل في التشريط وحماية المريض من الجروح العميقة ..وخصوصا في حالة تحرك المريض فجأة أثناء التشريط .

          رابعآ : يفضل وضعية المريض مستلقيآ دائمآ على سرير كشف معقم فرشة وبدون مساند حتى تكون الدوره الدمويه في مستوى واحد فلا نعرضه لهبوط مفاجئ في الدوره الدمويه وما يصاحبها من أعراض.

          خامسآ:- هناك حالات جراحيه لا يستطيع معها المريض ان يستلقي على بطنه وهو الافضل عند اداء الحجامه ،فنجعله يستلقى  على أحد شقيه الأيمن أو الأيسر او التبديل بينهما ،وهناك من المرضى من يصر على وضعية الجلوس بالرغم من مخاطرها ،فيكون العمل معه فوق نفس السرير المعقم وبحذر من اجل إسعافه اوليآ في حال الدوخه وما يصاحبها من اعراض .
          سادساً:- التنبيه على المريض بأن ينام على جانبه الأيمن أو الأيسر في حالة الشعور بالإغماء أو الضعف أو البرودة أو الغثيان ..وعدم المقاومة

          سابعاً:- سرعة حركة التشريط وعدم بطئها، حيث أن بطء الحركة يؤدي لزيادة تألم المريض.

الشرطة والوخزة:

تكون الشرطة علي عموم الجلد ما عدا الوجه وباطن الكف وباطن القدم.

نستخدم الوخزة في الوجه وعند الحاجة في باطن الكف والقدم إذا كان الجلد رقيقا ويسهل حجامته، ولا نستخدم الشرط معه لتجنب حدوث مضاعفات.

أوضاع اليد في التشريط:

          هناك وضعين لشكل اليد في التشريط :
          أولا: الوضع الطائر بحيث تكون اليد غير ملامسة لجسم المريض إطلاقاً وهذه المهارة تأتى بالتعليم والتدريب الجيد منذ البدايه،وتستخدم معها اليد الاخرى لفتح الجلد والارتكاز بها بما يضمن الامان الكامل للمريض .
          ثانيآ: الأرتكاز بثلاثة اصابع، واستخدام  السبابة والإبهام، وهذا الوضع مقيد لحركة التشريط.
          ثالثآ: الأرتكاز بطرف الإصبع الصغير وهذا  بحيث يعمل الإصبع الصغير كسوستة مرنة في تحرك اليد مع حركة جسم المريض المفاجأة، فتكون هناك سهولة وأمان في عمل التشريط.     ملحوظة هامة: عند الأرتكاز علي جسم المريض باليد لا يتم لمس موضع الحجامة بعد التطهير، خاصة إذا لمس موضع الأرتكاز من اليد جزء غير معقم من جسم المريض.

أوضاع المريض أثناء الحجامة:

          هناك تباين في أوضاع جسم المريض أثناء الحجامة ويجب ان  يتم مراعاة عنصر الراحه و الأمان، وملائمة الموضع التشريحي. ( وضع طبيعي بدون وجود انقباضات عضلية زائدة) أثناء عمل الحجامة.
وضع الاستلقاء أو الرقود يُفضل مع:
•        المريض المحتجم لأول مرة يتم اتخاذ وضع الرقود أو الاستلقاء معه فهو الوضع الأكثر آمانا للمحتجم عمومآ، لانه حتى وان اعتاد الجسم على الحجامه،فإن الظروف الصحيه لدى المريض في تغير ولا نأمن  ردود أفعال الجسد ابدآ.
•        كذلك يفضل وضع الرقود عند استخدام عدد كبير من المواضع في الحجامة.
•        عندما يكون هناك حاجة لعمل مواضع في اعلي الجسم وعلي الرجلين في نفس الوقت.
•        يشمل الوضع : الرقود علي الظهر، الانبطاح علي الوجه، الرقود علي الجانب.
وضع الجلوس يفضل بشروط مع :
•        المعتاد علي الحجامة يمكن حجامته في وضع الجلوس.
•        عند استخدام عدد بسيط من المواضع في منطقة الجذع أو الذراعين.
•        ويفضل أن يكون الجلوس علي سرير مجهز بفرش طبي، أو فرش طبي علي الأرض في حالة الضرورة.
•        يشمل الوضع الجلوس التربيع ، الجلوس العالي ، الجلوس مع ارتكاز ذراع أو ذراعين حسب حاجة الحجامة.

طرق التشريط.

●طريقة التاو: عباره عن شرطه واحده دقيقه ،وتستخدم للوجه فقط.
●المشرط متعدد الرؤوس: به اكثر من سن في مساحه دقيقه جدآ ،بحيث يضرب به ضربه واحده خفيفه على منطقة الحجامه (بالوجه) ليعطي نقاط كالوخز تمامآ بضربة واحده فقط ،ويتم تغيير الرأس حيث له غيارات تستخدم لمره واحده فقط Single use.
●طريقة التشريط الخماسي: يستخدم في (الاطراف فقط )، وهو عباره عن خمس شرطات على اطراف الكأس او خمس وخزات بحسب المساحه والحاله .
●طريقة التشرط الثماني: يستخدم أيضآ للأطراف وبحسب المساحه والحاله يكون اختيارنا للتشريط او الوخز .
●طريقة الممرات : وهي الطريقه الاشهر استخدامآ للأماكن الاصليه على الظهر، وكذلك الاماكن التشريحيه من الامام وهي عباره عن خطوط نظاميه.
●طريقة حصار التنين : وتستخدم هي الاخرى على المناطق الواسعه والكبيره، وهي عباره عن دوائر في كل دائره 8 شرطات او 8 وخزات، بحيث تبدأ من الخارج من الدائره الكبيره وحتى تنتهي الى الداخل عند الدائره الصغيره،وتلك الطريقه تستخدم مع الالم .

 اتجاه عمل الشرطة:

•        بداية من اليمين إلي اليسار والعودة للبدء من اليمين مرة أخري.
•        بداية من اليمين الي اليسار والإكمال من اليسار لليمين.
•        من أعلي اليمين إلي أسفل في خط مستقيم متقطع والبداية من جانبه من أعلي مكملا بنفس الطريقة حتي نهاية الكأس.

التدريب علي دقة التشريط

كيف تدرب يدك لتصل إلى (الحجامه الإحترافيه) بدقه
          جميعنا يمارس الحجامه الدمويه لكن لها ضوابط حتى تعلم ان يديك  كيد فنان ،كن لنفسك كالميزان بتدريبات بسيطة:
-ضع منديل ورقي (محرمه ورقيه )على طاوله مستويه.
-امسك المشرط بإصبعين فقط (السبابه والابهام ) وحاول ان تحركهما دون باقي اليد.
-قم بتشريط المنديل شرطات خفيفه ولا تجعل مسكتك للمشرط قويه، فإذا كانت كذلك انعكس ذلك على فتحاتك.
-بعد هذا الاجراء ،ارفع المنديل لأعلى وامسكه من طرفه اليمين واليسار وافتحه قليلآ .
-لاحظ فتحات المنديل ان كانت اصابت الطبقه الثانيه منه ورأيت منها الضوء فهذا يعني ان يدك مازالت في حاجه ماسه الى التدريب المستمر حتى تفتح الطبقه الاولى فقط.
-إن تحسنت يدك، ابدأ بالتجريب فوق ركبتيك انت، فما ستحسه وتفعله بنفسك، هو نفسه ما سوف تفعله بغيرك، لذا استشعر يدك اولآ... وحب لأخيك ما تحب لنفسك.

تفاعلات التشريط

          يشير دكتور محمود شعراوي إلي تأثير التشريط علي بعض النواحي الكيميوحيوية للتشريط في الحجامة فيذكر نقلا عن ثلاثة باحثين حصلوا علي جائزة نوبل إلي أهمية خروج مادة النيتريك اوكسيد، والتي لها دور فعال في ارتخاء عضلات الوعاء الدموي مما يؤدي إلي التوسع فيه محققا زيادة التروية الدموية، وأن هذه المادة تزيد عند وجود ضغوط علي الجلد، ومن هذه الضغوط إحداث التشريط أو الوخز بأي طريقة من طرق التشريط أو بواسطة،كذلك إخراج الأندروفين .

          فبعد تشريط الجلد أو الوخز تحدث سلسلة من التفاعلات لإغلاق سطح الجلد، مثل سلسلة التجلط لإغلاق الشرطة، كذلك تجمع الصفائح الدموية التي تتجمع بعد إشارة الحجامة بخدش الجلد، وهنا يشير دكتور محمد السيد أن فتحات الشرط في الحجامة هي بمثابة مسام بينية لجذب الاخلاط والسموم من بين الخلايا.

          فتتجمع في موضع التشريط مما يساعد في سرعة تكوين الجلطة، فالصفائح تشمل العديد من العناصر المخدرة والمضادة للالتهاب وعوامل البناء والعوامل الموسعة للأوعية الدموية، ويجب مراعاة أن الاستفادة من الصفائح الدموية تكون أكثر في حالة التشريط الخفيف وليس التشريط القوي أو النزف العنيف.
إدماء الحجامه ونزيف الاعماق .

          هناك فارق كبير ما بينهما فالاول حجامه، وهو المطلوب في عملنا وهو الذي نريده فقط، لان( الادماء السطحي) يساعد علي إعادة توازن الدورة الدموية في منطقة الحجامة وبالتالي حدوث اثار إيجابية علي عدة مستويات في الجسم، فدم الحجامة السطحي غالبا ما يحتوي على الخلايا الميته والاخلاط المتراكمه والتى يتم سحبها من تحت الجلد حيث وجودها مع سائل بين الخلايا .

          اما الاعمق فيخرج من كونه حجامه الى كونه أشبه بعملية استنزاف، تؤدي لإنهاك المريض بما يحدث من تعب ووهن لعدة ايام بعد الحجامة وقد يرتاح المريض لفتره وجيزه كنتيجه لفوائد الضغط السلبي ،وتنبيه النقاط المفرزه للمسكنات الطبيعيه ،،،وغيره لكن العميق هذا يعمل على تهتك النهايات العصبيه التى تحت الجلد وهذا ما لا نريده ابدآ .

أنواع النزيف

          قد تكون كلمة نزيف بالنسبه للبعض مروعه،،،لكن المقصد منها هو خروج الدم ، أيآ كان نوعه وأيآ كان مقداره، ونزيف الأوعية الدموية الكبيرة كالشرايين والأوردة من المفترض عدم حدوثه مطلقا في الحجامة، لأن شرطة الحجامة شديدة السطحية ولا تؤدي علي الأوعية الدموية الظاهرة (الأوردة)، وللنزيف عدة أنواع نسردها من اجل المزيد من الفهم.

          الأول:- نزيف شرياني (وهذا نادر الحدوث ويجب ان لا يحدث اصلا لأن الشرايين عميقة وعدد بسيط قريب من السطح لكن لا يفترض ان تؤثر فيه شرطة الحجامة شديدة السطحية، لكن  عند التشريط العميق لمن لا يعلم فوق الشرايين). هذا النوع هو أشدهم خطوره، يكون الدم فيه احمر فاتح، ويخرج بغزاره ، مع تقطع في الخروج ويصاحبه خفقان في القلب.
          الثاني:- نزيف وريدي، اقل ضررآ من سابقه يخرج في تيار بطئ، ويكون لون الدم أحمر قاتم لتشبعه بثاني أكسيد الكربون.
          الثالث:- النزيف الشعيري، وهو أقل خطرآ من سابقيه، ويخرج بانسياب بطئ، ولونه أحمر أرجواني، وقد يظهر على هيئة نقط صغيره {وهذا ما يحدث في الحجامه الدمويه} وهو اقرب الي الإدماء منه الى النزيف.
          الرابع:- نزيف داخلي، وهو إما ان يكون:-
 -تحت الجلد.
 -مختبئ داخل الأعضاء -أو داخل أحد تجاويف الجسم.
 مثال :-
نزيف الدماغ-نزيف القلب....
وله عدة أعراض وعلامات يعرف بها نذكر منها:-
1.       خروج دم ملحوظ حال وجود جرح.
2.       ظهور ورم دموي في مكان الإصابة.
3.       حدوث بروده في الجسد.
4.       ظهور تعرق.
5.       شحوب في الوجه.
6.       زرقة في الشفتين والأذنين والجفون.
7.       تسارع في التنفس مع شهيق.
8.       تسارع في النبض.
9.       حدوث انخفاض في ضغط الدم.
10.     ميل شديد للعطش.
         

والله اعلي واعلم

الخميس، 20 أغسطس 2015

دم الحجامة الفاسد ونظرية الجلاء Hijama blood & Saleh theory

دم الحجامة الفاسد ونظرية الجلاء
Hijama blood & Saleh theory
د/ أحمد حلمي صالح
         
     تعرضت الكثير من النظريات لدور الحجامة في الشفاء والمسببات المرضية ، ومن هذه النظريات نظريات شمولية ، وأخري جزئية ، وأخري لا تصح، ومن هذه النظريات نظرية اشتهرت لدي العوام عن أن الحجامة تخرج الدم الفاسد، فهل دم الحجامة دم فاسد ؟
          كثيرا ما نسمع هذه العبارات الدارجة التي تخلو من لغة الحوار العلمي لدي الكثير للأسف حتى من المختصين في الحجامة.
سألني الكثير هل دم الحجامة فاسد؟
فسألته : هل الدم في الجسم منعزل عن بعضه البعض أم متصل ؟
فيقول : الدم متصل ببعضه البعض من الداخل
فأقول له : لو فسد بعض دمك لفسد كله ولاحتجت لتغيير الدم بالكامل.
وهذا ما تري مثالا له عند فساد جزء من الجسم ووجوب بتره قبل ان ينتقل الفساد إلي باقي الجسم فيقتله
فيسأل : فما بال الحجامة وإخراج الدم ؟ كيف تفيد الحجامة إذا ؟
ولكي نفهم كيف تفيد الحجامة يجب ان نفهم جيدا كيفية حدوث المرض وتعدد الأسباب في حدوث نفس المرض، لكي نفهم جيدا آليه الشفاء في الحجامة.
لكن ملاحظتي الرئيسية أن للحجامة تأثير توازني علي الدم في المواضع المريضة أو المؤثرة علي المرض.
وقد تحدثنا من قبل في صورة سابقة عن نظريتي في دور الدم في حدوث المرض من خلال أربعة طرق :
نظرية الدكتور أحمد صالح " الجلاء" : " الحجامة تعمل علي إحداث توازن داخلي بإجلاء المسببات المرضية، وتحفيز وتوطين وسائل الدعم والاستشفاء الذاتي في مواضع المرض "
 فكثير من الأمراض منشؤها خلل في الدم ، فإما أن يتأثر الدم بالمسبب المرضي أو يكون بتغير احد وظائفه هو المسبب المرضي.ويمكن إجمال هذه التغيرات في الآتي :
§        احتقان الدم بالزيادة موضعيا وهو ما يُعرف بالمواضع الساخنة.
§        احتقان الدم بالنقص موضعيا وهو ما يُعرف بالمواضع الباردة.
يرجع ذلك الي ضعف التروية الدموية والعصبية موضعيا في مكان مٌحدد مثل نقاط الأعضاء علي الظهر او بعض مناطق الكتف حيث يظهر بعضها بارد او ساخن
§        نقص التروية الدموية موضعيا بمنطقة كاملة.   
نقص التروية موضعيا فاقصد بها النقص في منطقة بالكامل وغالبا ما تكون الأطرف وتجد ذلك عند وجود اصابات عصبية مثل عرق النسا لفترة طويلة او اعتلال جذور الاعصاب العنقية فتجد اليد كلها مهما حجمت فنقاطها باردة، اما علي الظهر فتري المنطقة بالكامل بها ضعف عند وجود هبوط في عضلة القلب او باقي علله
§        تغير المحتوي الكيميائي للدم.
§        اعتلال الأنسجة الرخوة والأوعية الدموية واضطراب أدائها الوظيفي.
§        اختلال الديناميكا الحرارية للدم.
          كل هذه المتغيرات تحتها عناصر وبنود أخري تحتاج إلي شرح طويل ولكنا أجملناها هنا ونسأل الله الإعانة في تفصيلها في كتابنا الجديد، فنظرية الدم الفاسد لا ترقي منطقيا أو علميا للقبول، لوجود العديد من آليات حدوث المرض وطرق الاستجابة المختلة للحجامة. فهناك نظريات عدة جزئية تفسر عمل الحجامة لكل حالة لكنها في النهاية تدخل تحت مسمي التأثير التوازني للحجامة.
          وتصليح احد أو كل هذه العوامل بالحجامة، يبدأ في عملية الشفاء باذن الله
فالمرض أشبه بدائرة الجسم ومكوناته تسعي فيها بشكل مفرغ الي ان يتم حلها
          فالدم يتأثر بالعوامل المرضية خارجية او داخلية 
فيؤثر بباقي الجسم ( التداعي) ليستقر المرض محتلا لموضع ما فإذا تركناه زاد في طغيانه
حتى يقوم الجسم بمواجهة هذا الاعتداء فيتم الجلاء
هنا الحجامة تلعب دورين بتوازن انتقائي من إبداع الخالق
فهي تضبط الأسباب المرضية المذكورة عالية فتجلو العناصر المرضية
وتزيد التروية الدموية من حيث كمية ونوعية الدم ومن حيث نسب مساهمة الأوعية الدموية بالمنطقة
فيحدث تعويض للدين الحيوي بالموضع المريض
وهذا التعويض يمثل المرحلة الثانية لجلاء العدو ( المسببات المرضية)


** كيف يكون هذا الحرمان أو النقص في الشعيرات المغذية ؟
 
أم المقصود نقص الأوعية الدموية المغذية ؟
 أم المقصود نقص تغذية الأوعية الدموية؟
يمكن تفسير هذه التساؤلات بما يسمى بالأماكن الباردة   
فلا تشارك كل الأوعية الدقيقة بصورة مستمرة في النشاط البدني 
ولكن تزيد مع المجهود المنظم
كذلك عدد الألياف العضلية في كل العضلات القائمة بالنشاط
ومع المسببات المرضية تكون هذه الحالات بيئة مستعدة للمرض
لذا تجد مشاكل عدة تحل بمجرد التأثير علي الدورة الدموية بأي وسيلة ومن انجح الوسائل الحجامة

السبت، 8 أغسطس 2015

إن في الحجم شفاء Cure in Hijama (cupping therapy)

إن في الحجم شفاء
Cure in Hijama (cupping therapy)
د/ أحمد حلمي صالح 

          الحجامة كما يعرفها بعض الفقهاء هي إخراج الدم من مكان معلوم بمقدار معلوم، ويحكم ذلك في تحقيق الفائدة الحجامة تحقيق التوافق بين موضع العلاج المختار بدقة ومناسبته لطبيعة المرض، وانظر يرحمنا الله إلي حديث شرب العسل مع الم البطن، فلم يكن الصحابي يأخذ المقدار المناسب فلم يتحقق الشفاء رغم انه شرب العسل، فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم صدق الله وكذبت بطن أخيك، فعاد وشرب الجرعة المناسبة فحدث الشفاء.
          إن الطب النبوي مثله كغيره إن لم يطبق بدستور الموافقة النبوية " إذا وافق الدواء الداء برء المرض " فلن يجدي نفعا، والموافقة تكون من حيث اختيار اصح المواضع والجرعة التكرارية (للعلاج كما في حديث العسل) بما يتناسب مع طبيعة المرض وتوافقه ليتم الشفاء باذن الله.
          وآثر الحجامة علي الأمراض له العديد من الأوجه، فمن حيث الاحتياج : فهي إجبارية لبعض الأمراض، ومكملة للبعض الأخر، ولا تستحب لبعض الأمراض.
          ومن حيث الإفادة : فهناك إفادة شفاء تام من الأعراض المرضية، وهناك تخفيف حدة هذه الأعراض ، وهناك الشفاء التام من المسبب المرضي، وتتوقف هذه الأمور علي دقة المعالج في اختيار نقاط العلاج المناسبة لطبيعة المسبب المرضي للحالة، فقد يكون هناك مرض واحد لدي شخصين وتختلف تماما نقاط العلاج ، مثل صداع نصفي لمريض يشكو من الجيوب الأنفية ومريض آخر لديه صداع نصفي ويشكو من وجود إمساك، فلكل منهما مواضعه الخاصة.
          وهناك التغيرات الفسيولوجية العامة التي تحدث لأي مريض كرد فعل لاستجابة الجسم عند إجراء الحجامة عموما وعند اختيار نقاط التأثير الدقيقة خصوصا حيث تعزز الحجامة من كفاءة الجهاز المناعي فتضبط نظامه وتصحح المعاملات غير العادية به، حيث يزيد نشاط الكرياتين كاينيز creatine kinase وإنتاجيته بالدم (فالكرياتين كاينيز عامل حساس وهام في الأداء البدني سواء المرتفع الشدة أو المنخفض الشدة، ويعد ذو دلالة حاسمة في قياس وتحديد مستوي الحمل البدني)، وذلك يحقق سرعة استعادة الشفاء، ويزيد معدل الهيموجلوبين الموضعي، ويزيد من معدل الكالسيوم في الدم، وتحسن من مقاومة الجسم للكم الزائد من الشوارد الحرة الأكسوجينية التي قد تؤثر سلبياً على البروتين الخلوى والدنا DNA والغشاء الدهنى للخلية.مما يعزز ويقوي جهاز المناعة، حيث تحدث زيادة للجلوبينات المناعية IgG, IgA, IgM, C3, C4 and CD 3 +,CD 4 +, CD 8  بعد عملية الحجامة، وكذلك يزيد  المالون ثنائى الالدهايد بما يساعد فى التخلص من مخلفات الأيض waste metabolites وتقوية الجهاز المناعي. كما أن زيادة المالون ثنائى الألدهايد فى البول يعتبر مؤشر يدل على تخلص الجسم من السموم عن طريق البول . http://sportscupping.blogspot.com/2011/11/normal-0-microsoftinternetexplorer4_19.html
          إذن في الحجم شفاء تام إذا توافقت الحجامة مع طبيعة المرض،
          في الحجم شفاء باختيار أدق المواضع،
          في الحجم شفاء عند تكرار الحجامة التكرار المناسب،
          في الحجم شفاء عند إجراء الحجامة عموما بما يحدث من تغيرات فسيولوجية إيجابية،
          فإذا لم يحدث الشفاء مع الحجامة فلابد أن هناك خللا في أحد العناصر السابقة فيتم المراجعة ومذاكرة الحالة لتقنين وضع العلاج الأمثل.
والله أعلي وأعلم
نسأل الله من فضله
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما