المتابعون

الاثنين، 25 يوليو 2011

مشكلات الحجامة الرياضية 2

من المشكلات التي تواجهها الحجامة كعلم في البلاد العربية، عدم فهم الكثير من النخبة لها، او حتي محاولة الفهم، ولكن نجد التجرد من الأسلوب العلمي عند مناقشة قضية الحجامة، بوصفها بالعديد من الألفاظ التي لا تصح، ثم نجد فئة أخري تضع عائقاً نفسياً اخر، فهم لا يرفضون الحجامة ولكن يوهمون أنفسهم بأن الحجامة جيدة ولكن المهم ان يكون من يؤديها يفهمها جيداً، فهم يرون ان لا أحد يفهم جيداً في الحجامة.

اما علي مستوي البحث العلمي فنجد أن الكليات الجامعية في مصر والتي تناولت الحجامة بأبحاث علمية في مرحلة الماجسيتر والدكتوراة والأنتاج العلمي للأساتذه هم كليات الطب والعلاج الطبيعي والتربية الرياضية، إلا ان مشكلة الحجامة في هذا المستوي تكمن عدم مساواة الحجامة بغيرها من طرق الطب البديل في الدراسة، فنجد مثلا حرية تامة في دراسة وممارسة الشياتسو أو الريفلكسولوجي أو التدليك ... إلخ، وعدم وضع أي قيد من أي نوع حتي ولو لفظي،  ولكن مع الحجامة خلاف ذلك فنجد التهرب من لفظ الحجامة غالبا في ابحاث التربية الرياضية، بالرغم من أن اسم الحجامة اسم جامع لأنواع مختلفة من الحجامة، والتهرب من اسم الحجامة العربي في عناوين الأبحاث الأنجليزية ليوضع مكانه المصطلح Cupping Therapy .

كذلك تسميتها بإسم التدليك بكؤوس الهواء، ما نرجوه ان يتم اتاحة حرية البحث في الحجامة والمجال الرياضي والطبي والعلاج الطبيعي  لما لها من أهمية شديدة في هذه المجالات وذلك تحت مسماها العام الحجامة مع تخصيص الطريقة في الداخل أو عقد مقارنات بين أنواعها المختلفة للوصول إلي افضل النتائج.


الثلاثاء، 12 يوليو 2011

تاريخ الحجامة الرياضية History of Sports Cupping


تاريخ الحجامة الرياضية
History of Sports Cupping
د/ أحمد حلمي صالح.


إن الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره ونستهديه، ونصلي ونسلم علي خير خلق الله، الذي أرسله الله بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلي الله بإذنه وسراجاً منيرا، إن الحجامة كعلم له جذوره الضاربة في التاريخ، وفي كل الحضارات لحري بنا أن نتوقف أمامها بالبحث والاستنباط، حتى نجني فوائد تعود بالنفع علي المحتاجين في كل مكان.

فبين جدران معبد كوم أمبو ذلك المستشفي الفرعوني الأثير، حيث نجد كؤوس الحجامة، وذلك المعبد في اثينا، وغير ذلك من الآثار، ثم بزوغ فجر الإسلام والذي يظهر منه انه الدين الوحيد الذي أعطي للصحة حظاً وافرا من الرعاية والنصح، فنجد أن الصلاة وهي عماد الدين قد نزلت في ليلة واحدة مع النصح بالحجامة والتي هي عماد الشفاء. 

وعلي ظل هذه الخلفية التاريخية العامة نجد انتشار الحجامة كعلاج علي مر العصور، ولكن تحديد استخدام الحجامة في المجال الرياضي أو ما أسميته اصطلاحاً بالحجامة الرياضية مر بالعديد من الأطوار ولا يزال إلي أن يقضي الله أمرا كان مكتوباً، وأول هذه الإرهاصات في العصر القديم استخدام النبي صلي الله عليه وسلم للحجامة علي وثء كان بفخذه.

أما في العصر الحديث فنجد أن هناك أستاذين جليلين قد مهدا لبزوغ هذا العلم، وهما أ.د/ أبوالعلا عبدالفتاح، و أ.د/ أمير صالح، فالأول تحدث عن الحجامة بمصطلح كؤوس الهواء وتحدث عن دورها كأحد وسائل الاستشفاء في المجال الرياضي، في كتابه المسمي بالاستشفاء في المجال الرياضي.

أما أ.د/ أمير صالح وهو أستاذي المباشر الذي تلقيت علي يديه علم الحجامة، اسأل الله أن ينفع به ويبارك في علمه وآله وصحته، فقد نبه علي أهمية الحجامة في علاج الإصابات الرياضية وذلك في محاضرة له بكلية التربية الرياضية بأبي قير عام 2003 .
 
                                     د/ أحمد حلمي صالح 

ثم أكرمني الله بعد ذلك في عام 2006 بوضع وتقنين مجالات وأسس الحجامة في المجال الرياضي في كتابي المنشور بمكتبة مدبولي باسم : " الجامع في علم العلاج بالحجامة" فكنت أول من تحدثت عن :

·       التأثير الفسيولوجي للحجامة علي الإصابة.
·       تفعيل الحجامة في الإسعاف الأولي.
·       التأهيل ودور الحجامة فيه.
·       تقنين أنواع الحجامة الشائعة الاستخدام في المجال الرياضي.
·       الحجامة ودورها مع متغيرات مختلفة في المجال الرياضي.
·       الحجامة ودورها كمنشط في المجال الرياضي.
·       وظائف الحجامة في المجال الرياضي.
·       وضع نظريتين في الحجامة الرياضية قيد النشر بإذن الله.

وعقب نشر هذا الكتاب قام التلفزيون المصري باستضافتي من خلال القناة السادسة المصرية للحديث عن الحجامة والرياضة.

صورة: ‏مجالات الحجامة الرياضية : 

- فسيولوجيا الاستشفاء من الإصابات عن طريق الحجامة .      
- الحجامة ودورها في الإسعاف الأولي ، وكيفية تطبيقها . 
- الحجامة ودورها كمنشط في المجال الرياضي .  
- الحجامة ودورها في الاستشفاء .  
- تطبيقات الحجامة الرياضية ( تدليك الحجامة ـ تأهيل الإصابات ) .‏

بعد ذلك قمت بعمل بحث ماجستير في التأهيل بالتمرينات التأهيلية و كؤوس الهواء في إصابة متلازمة النفق الرسغي وذلك عام 2009.

ثم أكرمني الله ويسر لي وضع وإنشاء أول مدونة في العالم باسم الحجامة الرياضية، حيث تهتم بهذا الفرع العلمي.

وبذلك أكون بينت مجالات وأسس الحجامة الرياضية فكنت أول من أطلق مصطلح "الحجامة الرياضية" وأول من عرف الحجامة الرياضية والتدليك بكؤوس الهواء، وأول من حاضر عن الحجامة الرياضية بدورات التدليك والإصابات، وغير ذلك من المنشورات العلمية.

وعلي صعيد الجهود الفردية نجد أبحاث ماجستير منشورة أيضا في العام 2009 للباحث صفوت موسي في بحثه عن كؤوس الهواء والأم عرق النسا، والباحث شريف الرشيدي وبحثه عن تأثير كؤوس الهواء علي سرعة استعادة الشفاء.وكذلك احمد عبدالرحمن وخالد منصور وغيرهم، وفي خارج مصر الباحث العراقي أحمد محمود صالح وغيره آخرون ممن اهتموا بهذا الأمر مثل الباحث ريباز غفوري و اسعد السلامي وغيرهم ممن لم أقف علي أبحاثهم الحديثة.

أما علي مستوي الأعلام العالمي فقد تناقلت وسائل الأعلام صور السباحين الأوليمبيين الذين تظهر علي أجسادهم علامات الحجامة، وذلك في الدورة الأوليمبية ببكين عام 2008.  

ونسأل الله التيسير والسداد في الأعمال الخاصة في هذا المجال التي أسال الله أن ييسر خروجها للنور عما قريب.

كان هذا بيانا لتاريخ هذا العلم الناشئ والشخصيات التي أضاءت هذا الطريق.

الاثنين، 11 يوليو 2011

الحجامة والخبير

السلام عليكم ، وعليكم السلام اهلا بك وكيف انت ؟
بصراحة محتاج حضرتك في حالة مستعجلة.
تحت أمرك
ذهبت، ما الحالة؟  رجل في بداية الستينيات قام بإجراء جراحي لتغيير مفصل الفخذ، مكث دون حراك في الفراش لقرابة الثلاثة اشهر، يفترض في هذه الحالة أنها حالة عادية تتقدم في التأهيل بصورة ميسورة وبدون تعقيدات كبيرة، كان مجرد لمس أي جزء به يسبب له آلاما مبرحة، هذا فضلاً عن الحركة، لا يوجد مدي حركي ، الحركة الإرادية ضعيفة، لا يستطيع الجلوس أو الوقوف، إنها لحالة معقدة، كيف وصلت لهذه الحالة، كانت الحالة حق معقدة.
بدأنا التأهيل و رويدا رويداً بدأ الألم في الانحسار تدريجياً بحيث استطعنا بدء الحركات الخاصة في التأهيل، ولكن لا يزال التحسن بطئ علي مدار شهر، أخذت إشاعات الحالة  وعرضتها علي احد أخصائيي العظام، والذي نصحني بالابتعاد عن الحالة لأن الجراحة بها خلل وبحاجة لإعادة هذه الجراحة مرة أخري، وفي هذه المدة بدأ يقف بصعوبة ويخطو خطوتين، ولكنه أكد النصح بالبعد عن الحالة، حتي لا تنتكس بسبب الجراحة وأتهم أنا في ذلك.
حالة الرجل النفسية كانت اشد ما اخشي عليه، بعدما رأي بارقة أمل في انحسار الألم عنه، وكان هذا غاية أمله فضلا عن باقي الحركات كالجلوس والوقوف، خاطبت ابنه في ذلك واني اريد التوقف ولكن خشية علي حالته النفسية استمررت مع الحزر الشديد.
مضي الوقت والحالة تتقدم ببطء، خاصة وان طبيبه السابق كان يعطيه أدوية كالسيوم بدون لازم مما تسبب في مضاعفات للحالة في اضطرابات البطن والتي كانت تعيقنا كثيرا، لشدة الألم.  قمنا بعرض الحالة علي طبيب أخر اوصي بعمل رسم عصب، ذهبنا وقمنا برسم العصب، تبين ان هناك اختناقاً كبيرا في العصب خلف الركبة، مما يعجزه عن الوقوف بيسر وبالتالي المشي، وتقرر له جراحة، ثم علاج طبيعي بعد الجراحة لمدة خمسة اشهر في المتوسط.
قلت له لا تحزن مفيش جراحة إن شاء الله، واجرينا له الحجامة، بعدها حدثت طفرة كبيرة في قدرات الرجل، استطاع المشي رويداً رويدا، قمنا بتكرار الحجامة ثلاثة مرات علي مدي زمني عشرة أيام ثم شهر، ومع كل جلسة حجامة كانت قدرات الرجل في تحمل الألم والمشي والجلوس تزيد، حيث كان يستخدم المشاية في المشي، وحين أعدنا رسم العصب، حدث شئ غريب من الطبيب المسئول، ففي المرة الأولي للرسم لم يأخذ كثيراً من الوقت في الرسم، أما في المرة الثانية فأخذ قرابة الساعة، وقد كان ذلك مسار دهشته، إذ ظن أننا قمنا بالجراحة أولا ولكن كانت المفاجأة في التحسن بعد الحجامة.
مضي الوقت بطيئا واكتسبنا تقدما ملحوظاً في نوعية الخطوة وسرعة الأداء، وبدء ينام علي الجانب الأيسر، فلم يكن يستطيع ذلك علي الإطلاق.
عندها جاء طبيب قريباً لهم، وأوصي بذهابه لمركز علاج طبيعي، انتقلت معه إلي المركز المنشود، لقرابة الشهرين والحالة ترجع للخلف بحيث فقد القدرة علي المشي السلس، حينها رأي أهله ضرورة التحرك في خطوة كبيرة حين كان يزور مصر احد الخبراء الألمان.
ذهبنا لعرض الحالة عليه، وكانت المفاجأة أن أكد رأي الطبيب المصري الشاب د/ محمد عبدالهادي بمستشفي بنها التعليمي، وحين تحدثنا عن التاريخ المرضي للحالة وما تعرضت له تحدثت معه عن الحجامة فلم يفهم بادئ الأمر وحين قام الطبيب المصري المعاون له باستيضاح المصطلح مني ، حيث لم يفهم اسم الحجامة بالإنجليزية، ونطقي الألماني يبدو انه كان منحرفا، فقلت له الحجامة بالعربية، فظهر علي وجهه امتعاض غريب الشكل، في حين اخذ الخبير الألماني يردد اسمها الألماني بصورة طبيعية للتأكيد.
وهذا هو الفارق بين طبيب مصري يجهل المصطلح العلمي للحجامة، ويمتعض حين يسمع اسمها، وبين خبير الماني يؤكد نطقها.