المتابعون

الأربعاء، 2 فبراير 2011

مدرسة الثورة المصرية

مدرسة الثورة المصرية

بني وطني وأوطاني ياكل مصر وكل العُرب أخواني ، اجتازت الأمة في الفترة الماضية رياح من التغيير عاتية ، وجموع من القلوب متدانية ، لم تجتمع علي أمر كأمرها اليوم منذ ردحٍ من الزمان طويل .

اخواني إن التغيير ورفع الظلم والإستبداد لا ينكره إلا جاحد ، وما هذه الحركة التي اجتزنا بها مفاهيم السياسة وتعريفاتها إلا علما جديداً يُدرس في كل مكان ، إن الثورات تأتي بتغييرات شاملة وبقوة ، ولهذا يأبي البعض إطلاق لقب ثورة علي ما قمنا به في مصر شباباً وشيوخاً رجالاً ونساء ، ولكن هذا مفهوم جديد للثورة السلمية التي تعصف بالزبد فيذهب ادراج الرياح ويظهر الخير إلي العيان وضاح، فنعم الثورة التي لم تتشبه بغرب يقتل ويدمر نفسه، إنها ثورة مصرية خالصة يتعلم منها العالم، كيف يثور الجميع في حب الوطن .

وفي المقابل نري استجابة النظام بغض النظر عن ما عليها من ملحوظات ، لكن لهم علينا حق كما لنا عليهم يجب ان نوفيه لهم ، إن استبداد الرئيس إن قلنا ذلك في سبيل استقرار الوطن والأنتقال السلمي للسلطة ينادي به كل عاقل ، وإن كان استمرار الرئيس في السلطة حتي انتقالها استبداداً فليشهد الجميع اني أول المستبدين ، إن الرئيس لبي مطالب الجميع ، ولكن ليس علي حساب انهيار الوطن .  لقد تضررت كغيري من ممارسات الحكومة المصرية ولكن يجب النظر بموضوعية ، فلا يجب الحجر علي اي رأي معارض او مؤيد فلا هذا بخائن ولا هذا بعميل .


حين خاطب الله رسوله موسي صلي الله عليه وسلم أمره بأن يقول اللين لفرعون ، فكان ادبه فوق الأدب في خطاب فرعون ، والرئيس لم يبلغ مهما فعل وتجبر مثل فرعون فلم لا نتأدب معه ، والكل يشهد ما له من خيرات ، وكما قال المسيح عليه السلام إذا كان منا حد بلا خطئية فليرجمه ( بتصريف ) ، إن حسني مبارك رجل الحرب والسلام والإستقرار والإستبداد ، جمع كل المتناقضات إلي أننا إذا نظرنا للكلمات الأربع الماضية نجد ان خيرها يغلب شرها ، حتي استبداده الأخير لصالح الوطن ولا نزايد علي ذلك قولاً .

إن خلافة الإسلام الراشدة نادي روادها اسيادنا ابوبكر وعمر بأن يقومهم المسلمون إذا ما هم اخطأوا ، فكل يخطئ ويصيب ، وكما نكون يولي الله علينا ، لذا استظهر علينا بطانه الشر والفساد وحجبوا الحق عن العيان ، فالكل عليه اللوم والعتب .

سيادة الرئيس لك منا كل تحية ما دمت في السلطة وما ابقاك الله حياً بعدها خارج السلطان ، وما دامت الأرض إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وكما قلت إن التاريخ هو من سيحكم ، وليس اصحاب المصالح العالي صوتهم ، الظاهر لهيبهم .

هاجم البعض السيدين الفاضلين عمر سليمان ، وأحمد شفيق ، اللذين لا يختلف احد إلا جاهل او مبغض للبلد علي نزاهتهم ، لقد قبلوا بأمر تأبي ان تقبله النفوس المحبة للمصالح الشخصية ، إذ هما في هذا الوقت يقبلان وزارة علي شفا لهب عات ، كان يمكنهم الرفض كباقي من رفضوا ، ولكنهم قبلوا الأمر وما لهم من سابق خير ينير لنا طريقاً لما نسأل الله ان يعينهم عليه من رفعة الوطن وصلاح حاله ، لذا نرجو ان ننظر إلي الأمر بميزان العقل وليس الحدة الحمقاء .

إن الرجلين برغم سنهما إلا ان اسلوب عملهم وحياتهم يخالف هذه الدعوي الرجعية فليس الأمر بالسن ، كما ان امريكا قلبت ظهر المجن لمصر بالتنكب عن الرئيس ونبذ عمر سليمان مما يظهر للعيان روعة الوطنية المصرية التي دفعت امريكا لإظهار رأيها الماكر صراحة ، ولو لم يكن في الأمر سوي غيظ أمريكا بإبقاء الرئيس لطالبته بولاية أخري ، ولكن الرجل يأبي ونحن ايضا نأبي ، فلرجال الوطن الذين قاموا بالثورة تحية إجلال ، ولرجال الوطن القادة الذين يحفظون سفينة الوطن من الغرق مخاطرين بأرواحهم في مواجهة المد العاتي اعظم إجلال وتحية . ونقول إن اشبال الثوار التي ظهرت هي من هذه الأسود الزائرة بالحق .

كما احيي الحركة الإسلامية في الأردن التي كما شهدت طالبت بتغييرات إصلاحية وليس تغييرا للنظام ، مما يبدي تفهم الحركة للفتن الواقعة في خلاف ذلك ، كما احيي الرئيسيين علي عبدالله صالح وبشار الأسد علي ما ابدياه من فكر إصلاحي في بلادهم ، وعليه احذر اخواني في سوريا وغيرها ان يكتووا بلظي الفتن، التي طالت مصر وتونس ، لاسيما وأن القادة قد أعلنوا طواعية عن إجراء إصلاحات ، فلم التحامق في طلب شئ محقق .

إن الناظر للأمور يجد ان المستبد إن ثرنا عليه يستطيع الهرب بماله وعياله سعيدا ما بقي له من الحياة ، في حين يطول خراب البلدان وعذاب العباد ، لذا يقول ربي سبحانه " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " ، فالفتن إذا ثارت لا تطال الظالمين ، ولكنها تأكل الأخضر واليابس.

وأردد كلمة شيخنا الشعراوي لكل من يلي أمر المسلمين : إذا كنا قدرك فليعنك الله أن تتحمل .

لقد عاش الشعب ملحمة من الفداء والثورة والتضحية تظهر للعدو مدي لهفة الشعب كالوالهة الثكلي علي ولدها ، فأحذروا وانتظروا يقظة الجبار المصري ، فلا تختبروا شعب مصر في الأزمات وقد رايتم كيف انبعث من رحم الإستكانة والصمت ماردا عاتياً .

عشنا جميعا وتحول الشعب إلي جنود في ميادين الشوارع والبيوت ، وبتنا تحت السماء بلا غطاء وتجرعنا الجوع والظمأ وذلك في سبيل مطلب عادل ، ونحن علي اتم استعداد لبذل الروح والدماء إلي اقصي حد إذا ما فكر معتدي أو ظالم أن يطأ بقدمة ارضنا ، فإن اعين سهرت تقذف الشرر ولسان يهتف ينادي بالثورة لن يقف عاجزا في مواجهة اي محتل إن بدا له .

فإذا كان من ثاروا في الميدان مليونين فإن ثمانين مليون عين سهرت تحرس الوطن في كل شبر منه ، مستعدة للتحول لوحوش هادرة للذب عنه فليحذر الغادرون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق