منهاج النبي صلي الله عليه وسلم في الحجامة
prophetic way in cupping therapy
د/ أحمد حلمي صالح. د/
عماد أحمد فتحي.
حين
نتحدث عن منهجية شئ من الأشياء فإننا يلزمنا معرفة ماهية الشئ وما هو هدفه ؟ وما
أفضل السبل لتحقيق النفع من هذا الشئ ، وفي هذا الصدد لا يسعنا إلا أن نحمد الله
علي أن رزقنا رسوله الخاتم محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم الذي آتاه الله
جوامع الكلم، يقول صلي الله عليه وسلم : فضلت على الأنبياء بست : أعطيت
جوامع
الكلم . ونصرت بالرعب . وأحلت لي الغنائم . وجعلت
لي الأرض طهورا ومسجدا . وأرسلت إلى الخلق كافة . وختم بي النبيون .
فما أروع القول والفعل من الرسول الخاتم
صلي الله عليه وسلم، إن تعريف النبي صلي الله عليه وسلم في الحجامة تعريف يقوم علي
تعريف الإنسان بغاية الشئ وهدفه حتي يصل بالمستمع إلي غاية الحديث دون طول حديث
وضياع للوقت ونري ذلك في قول النبي صلي الله عليه وسلم وفعله حين سأله الأعرابي عن
ما يفعله فأجاب جوابا قاطعا هو: الحجم ، وحين سأله عن ماهية الحجم لم يدخل في
تفاصيل الصناعة لهذه المهنة ولكنه أجابه بالهدف الذي يريد ان يعرفه ليزيد في
معرفته فأجابه بأنه: خير ما تداوى به الناس.
فعن سمرة
بن جندب قال: إني لجالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دعا حجاما فألزمه قرونا ثم دعا
بشفرة فجعل يشرطه بها وأتى بإناء فجعل يهريق دمه فيه فدخل أعرابي فقال يا رسول الله علام تعطي هذا يقطع
ظهرك ما هذا يا رسول
الله؟ قال هذا
الحجم، قال وما الحجم يا
رسول الله قال خير ما تداوى به الناس (الراوي: سمرة بن جندب المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند ابن عباس
- الصفحة أو
الرقم:
1/499 خلاصة حكم
المحدث:
إسناده صحيح ).
حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه صاعا من تمر
وكلم مواليه أن يخففوا
عنه من ضريبته فدخل عليه عيينة أو الأقرع فقال ما هذا الذي يبطك قال وهو يمصه بقرن ويبطه بشفرة
فقال هذا الحجم وهو خير ما يتداوى به (الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند ابن عباس
- الصفحة أو
الرقم:
1/496 خلاصة حكم
المحدث:
إسناده صحيح )
وحين نري المجال الزمني لتطبيق الحجامة
لدي النبي صلي الله عليه وسلم فإن مجال الوقت كما فهمه الصحابة والتابعون من
الأئمة أنه بحسب حضور المرض وليس مقيداً بزمان معين ، ونري ذلك في القاعدة التي
تقول أن درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع، وليس هناك منفعه أكبر من درء مرض وألم
يعيش به الإنسان، كما ان سلامة الأبدان مقدمة و هي من مقاصد الشريعة السمحاء ، فإن
النبي صلى الله
عليه وسلم احتجم وهو محرم ، واحتجم وهو صائم . (الراوي: عبدالله
بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو
الرقم(1938 .
إن كل الأحاديث الفعلية في
الحجامة لم يرد فيها تحديد يوم معين للحجامة بخلاف أحاديث توقيت الحجامة والتي
فيها كثير نظر وتحقيق. فقد احتجم النبي
صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم ، من وجع كان به ، بماء يقال له لحي جمل. الراوي: عبدالله بن عباس المحدث
)البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو
الرقم:
5700 خلاصة حكم
المحدث:
(صحيح))
كما تجدر الإشارة إلي أن
الاوقات التي وردت بكثرة في احاديث أشار إليها النبي صلى الله عليه و سلم في حال
صحتها وهى أيام
15، 17 ، 19، 21 كأفضل الأوقات مناسبة لعمل الحجامة و هذا للمريض و السليم على
السواء، ويرجع ذلك علميا لارتباطه بالفلك
و تأثر المياه و سوائل الجسم و منها الدم بتغير الجاذبية في هذه الأيام، اما بالنسبة للسليم
فلو أراد التحري فهذه الأيام أيضا أفضل، و للمريض فلم يرد في حقه التحري بل المسارعة و عدم الانتظار لأن
حاجة دمه و جسمه
تجعل التعجل في الحجامة أنفع له، لذا فما ورد من توقيت للحجامة انما هو للاستحباب
وليس الفرض والإيجاب ولا يجب علي عاقل ان يشق علي نفسه ويخالف السنة الفعلية في
إجراء الحجامة عند حضور العلة بدعوى التمسك بعملها في أيام معلومة.
وأما
المجال العملي فإن الناظر إلي هدي النبي صلي الله عليه وسلم في عمل الحجامة ينقسم
إلي نصح عام دون تحديد بحيث يكون أهل الذكر هم أدرى، حيث أنه صلي الله عليه وسلم ما كان إنسان يأتيه فيشكو إليه
وجعا في رأسه إلا قال احتجم .(الراوي: سلمى المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند ابن عباس
- الصفحة أو
الرقم:
1/509خلاصة حكم
المحدث:
إسناده صحيح )
كذلك فإن احتجام النبي صلي الله عليه وسلم
من الأمراض والعلل كان محصوراً في نقاط علاجية محددة خاصة بالحالة المرضية وليس
بكثرة نقاط أو غيرها ، فكانت حجامته علي قدر الضرورة، مثل احتجامه صلي الله عليه
وسلم من وثء كان به، حتي إننا نلاحظ أن أكثر عدد مواضع احتجم فيه رسول الله صلي
الله عليه وسلم هو ثلاثة مواضع كما في الحديث حيث أنه : احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأخدعين وبين الكتفين ا(لراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند ابن عباس
- الصفحة أو
الرقم:
1/523 خلاصة حكم
المحدث:
صحيح) .
فهذا هو منهاج
النبي صلي الله عليه وسلم عمليا والذي لاحظناه من تتبع اثار الحجامة في احاديث
النبي صلي الله عليه وسلم. ونعرض لهذا المنهج تفصيلا بإذن الله موضحين ثلاثيات
العلاج للعديد من الأمراض بإذن الله.
لم يكتف رسول الله صلي الله
عليه وسلم بكل هذا،
بل سبق رسول الله صلي الله عليه وسلم الأمم جميعها إلي قواعد صحة البيئة والمجتمع في تطبيق الوقاية الصحية و
التخلص من النفايات الطبية، لما يمكن أن
يتسبب في أي ضرر بأي مكون من مكونات المجتمع سواء إنسان أو حيوان أو طائر وما
يترتب علي ذلك من خلل يؤثر بالسلب في المجتمع ككل.
ففي التاريخ الكبير للبخاري
أنه احتجم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي خذ هذا الدم فادفنه من الطير والدواب
والناس فتغيبت فشربته ثم سألني أو أخبر أني شربته فضحك (الراوي: سفينة أبو عبدالرحمن مولى رسول الله المحدث: البخاري - المصدر: التاريخ الكبير
- الصفحة أو
الرقم:
4/209 خلاصة حكم
المحدث:
في إسناده نظر)..
وعن عبد الله بن الزبير : أنه
أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال: يا عبد الله اذهب بهذا الدم
فأهرقه حيث لا يراك أحد فلما برز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمد إلى الدم
فشربه فلما رجع قال: يا عبد الله ما صنعت ؟ قال: جعلته في أخفى مكان علمت أنه يخفى
عن الناس قال: لعلك شربته قال: نعم قال: لم شربت
الدم ؟ ويل للناس منك وويل لك من الناس (المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة
المهرة - الصفحة أو الرقم: 7/91 خلاصة حكم المحدث: حسن)،
و هذه من خصائصه صلى الله عليه و سلم و فيها دليل على أمر النبي صلى الله عليه و
سلم بالتخلص من دم الحجامة..
وختاما لا نملك إلا أن نقول : صدق رسول
الله صلي الله عليه وسلم ، وما ينطق عن الهوى، و هو شفيع الخلق يوم القيامة ، قد
احتجم و أمر بالحجامة..
بارك الله فيكم و نفع بكم..
ردحذفصدق رسول الله صلى اللع عليه وسلم
ردحذفجزاكم الله خيرا
شكراً لكم ع الموضوعات المتنوعة ...
ردحذف