الحجامة ومتغيرات الشفاء
Cupping Therapy & Healing Variables
د/ أحمد حلمي صالح.
بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام علي رسول الله ، ثم اما بعد
فقد انتشر في الأعوام الأخيرة فرحا واستبشاراً بكل جديد مخصوص في الحجامة،
والأسي أن يتم تعميم الشيئ المخصوص علي العموم ، ففي فترة ما نجد بعض المنشورات
التي يتم تداولها والتي تنسب الشفاء للحجامة وتقصره في عنصر واحد مثل الحجامة
والتخلص من الدم الفاسد التي زاعت لردح طويل ، ثم تغيرت الأمور فجاءت نظرية الشفاء
في الحجامة لقدرة الحجامة علي زيادة انتاج النيتريك أوكسيد وتعميم ذلك علي كل
الحالات المرضية كسبب لحدوث الشفاء .
ولكن هل يصح أن ننسب الشفاء عامة لمتغير واحد في كل الحالات المرضية؟
والجواب نستخلصه من الأبحاث العلمية المختلفة التي تقوم بقياس متغيرات محددة لكل حالة
مرضية ، والتي تثبت تغير ملحوظ في بعض مركبات الدم تختلف حسب طبيعة المرض من بحث
إلي آخر .
وهذا هو الأسلوب العلمي المنطقي في استخدام متغيرات قياس خاصة ذات
دلالة في الحالة المرضية الواحدة وليس تعميمها علي أمراض لا علاقة لها بهذه
المتغيرات ، مثال تغير نسب الأجسام المضادة لدي مرضي الكبد ليس مؤشرا مطلقا لحدوث
الشفاء في مرضي خشونة الركبة ، وهكذا فكل مرض له عناصرة الخاصة التي بقياسها تعطي
الدلالة علي الشفاء وتفسر حدوثه.
هناك تغيرات مرتبطة في غالب عمليات الحجامة لا يعني وجودها حدوث
الشفاء ، فالحجامة تعمل علي تحسين الدورة الدموية وبرغم ذلك قد لا يتم شفاء بعض
الحالات وبهذا لا يتم الأعتبار بالتغيرات الفسيولجية المرتبطة، كما أن الحجامة
تعمل علي تغيير في انتاج الأندروفينات (المسكنات الطبيعية) والنيتريك أوكسيد ولكن
هذا لا يمنع من أن العديد من الحالات تظل تحت الشكوي والألم واحيانا عدم الشفاء.
لذا اري أن يتم التفرقة في حدوث الشفاء بين المتغيرات الخاصة بكل مرض
والتي تتغير بعد الحجامة ، والتي نستنتج بتغيرها حدوث الشفاء ، وبين المتغيرات العامة
للحجامة من تحسين للدورة الدموية وتنقيتها من الشوائب وإفراز النيتريك اوكسيد
والإندروفينات ... إلخ . وللحديث بقية وبسط أكثر بالمتغيرات ومراجعها البحثية بإذن
الله في كتابنا القادم.
هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو زلل أو سهو أو
نسيان فمني ومن الشيطان