الحجامة والسرطان
في محاولة تفسير نجاح بعض الحالات الفردية في الشفاء من السرطان ، ونجاح بعض الابحاث العلمية في معالجة آلام الأورام بالأعضاء المختلفة بالحجامة قد نجد تفسيرا في مقال رائع للدكتور احمد الحشاش يوضح الصلة بين احداث الخدش وبين الخلية السرطانية (ولا يزال الأمر يحتاج إلي بحث ودراسة) حيث يقول :
كم هو رائع مزج الخيال بالعلم واستخدامه فى حل مشكلات الانسان الاجتماعيه والصحيه، والاجمل هو تطبيق بعض المفاهيم من علوم "الانسانيات" فى فهمنا للامراض. فى الحروب، نعرف انه لتشتيت احد الجيوش فيجب الهجوم عليه من عده اتجاهات في آن واحد. وبالمثل فلتشتيت ذهن شخص فلابد من اشغاله بعده موضوعات او مشكلات فى نفس الوقت، فرغم تعقد آليه التفكير لدى الانسان، لكنه لا يمكنه التفكير بكفائه فى موضوعين فى نفس اللحظه. واذا حاول فسوف يتشتت ذهنه وبالتالى لن يأخذ القرار الصائب. كل هذه هى معارف "انسانيه" وسلوكيه رائعه، ولكن هل يمكن تطبيق تلك المفاهيم على الخلايا المرضيه مثلا. راودتنى هذه الافكار الجميله وانا استمع لمحاضره رائعه من أحد علماء جامعه ستانفورد العريقه فى علاج السرطان. وفيها اختبر فكره احداث جرح فى جلد أحد حيوانات التجارب والذى يعانى من سرطان الجلد بالقرب من مكان الخلايا السرطانيه -على يمينها- ثم بدء يدرس تأثير ذلك على سلوك هذه الخلايا، فوجد انخفاض فى انتشار وانقسام هذه الخلايا. وزاد هذا الانخفاض بصوره اكبر عندما احدث جرحين فى نفس الوقت أحدهما على يمين والاخر على يسار الخلايا السرطانيه وبالتالى ضعف نمو السرطان. ما اروع هذا التفكيرالمتميز "outside the box" ففكره بسيطه حلت مشكله كبيره. ولكن يبقى فهم آليه ماحدث هو الاهم ، فهل تتصرف خلايا الجسم بطريقه مشابهه لسلوك الانسان وبالتالى حدث تشتيت لتركيز خلايا السرطان بعد احداث جروح بجانبها وبالتالى تنمو ببطئ، تماما مثلما يتشتت ذهن المحارب اذا تم مهاجمته من عده جهات فى آن واحد فلا يستطيع الحركه. ام انه شكوى متبادله بين الخلايا ،عملا بالحديث النبوى الشريف، فخلايا السرطان ربما حزنت و رقت لحال الخلايا المجروحه بجوارها فابطأت نموها. ام هو تغير فى الوسط المحيط بالخلايا. هى اسئله رائعه تداعب ذهنى وبالتأكيد لها اجابات، ولكن تحتاج لتلك النفوس المحبه للابداع فى العلم من علماء علم النفس والانسانيات والطب لكشف هذا العالم الغامض والرائع الذى يربط الروحانيات بالماديات فى اجسامنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق