إن
الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره ونستهديه، ونصلي ونسلم علي خير خلق الله،
الذي أرسله الله بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلي الله بإذنه وسراجاً منيرا، إن
الحجامة كعلم له جذوره الضاربة في التاريخ، وفي كل الحضارات لحري بنا أن نتوقف
أمامها بالبحث والاستنباط، حتى نجني فوائد تعود بالنفع علي المحتاجين في كل مكان.
فبين
جدران معبد كوم أمبو ذلك المستشفي الفرعوني الأثير، حيث نجد كؤوس الحجامة، وذلك
المعبد في اثينا، وغير ذلك من الآثار، ثم بزوغ فجر الإسلام والذي يظهر منه انه
الدين الوحيد الذي أعطي للصحة حظاً وافرا من الرعاية والنصح، فنجد أن الصلاة وهي
عماد الدين قد نزلت في ليلة واحدة مع النصح بالحجامة والتي هي عماد الشفاء.
وعلي
ظل هذه الخلفية التاريخية العامة نجد انتشار الحجامة كعلاج علي مر العصور، ولكن
تحديد استخدام الحجامة في المجال الرياضي أو ما أسميته اصطلاحاً بالحجامة الرياضية
مر بالعديد من الأطوار ولا يزال إلي أن يقضي الله أمرا كان مكتوباً، وأول هذه
الإرهاصات في العصر القديم استخدام النبي صلي الله عليه وسلم للحجامة علي وثء كان
بفخذه.
أما
في العصر الحديث فنجد أن هناك أستاذين جليلين قد مهدا لبزوغ هذا العلم، وهما أ.د/
أبوالعلا عبدالفتاح، و أ.د/ أمير صالح، فالأول تحدث عن الحجامة بمصطلح كؤوس الهواء
وتحدث عن دورها كأحد وسائل الاستشفاء في المجال الرياضي، في كتابه المسمي
بالاستشفاء في المجال الرياضي.
أما
أ.د/ أمير صالح وهو أستاذي المباشر الذي تلقيت علي يديه علم الحجامة، اسأل الله أن
ينفع به ويبارك في علمه وآله وصحته، فقد نبه علي أهمية الحجامة في علاج الإصابات
الرياضية وذلك في محاضرة له بكلية التربية الرياضية بأبي قير عام 2003 .
د/ أحمد حلمي صالح
ثم
أكرمني الله بعد ذلك في عام 2006 بوضع وتقنين مجالات وأسس الحجامة في المجال
الرياضي في كتابي المنشور بمكتبة مدبولي باسم : " الجامع في علم العلاج
بالحجامة" فكنت أول من تحدثت عن :
· التأثير الفسيولوجي للحجامة علي الإصابة.
· تفعيل الحجامة في الإسعاف الأولي.
· التأهيل ودور الحجامة فيه.
· تقنين أنواع الحجامة الشائعة الاستخدام في المجال الرياضي.
· الحجامة ودورها مع متغيرات مختلفة في المجال الرياضي.
· الحجامة ودورها كمنشط في المجال الرياضي.
· وظائف الحجامة في المجال الرياضي.
· وضع نظريتين في الحجامة الرياضية قيد النشر بإذن الله.
وعقب
نشر هذا الكتاب قام التلفزيون المصري باستضافتي من خلال القناة السادسة المصرية
للحديث عن الحجامة والرياضة.
بعد
ذلك قمت بعمل بحث ماجستير في التأهيل بالتمرينات التأهيلية و كؤوس الهواء في إصابة
متلازمة النفق الرسغي وذلك عام 2009.
ثم
أكرمني الله ويسر لي وضع وإنشاء أول مدونة في العالم باسم الحجامة الرياضية، حيث
تهتم بهذا الفرع العلمي.
وبذلك
أكون بينت مجالات وأسس الحجامة الرياضية فكنت أول من أطلق مصطلح "الحجامة
الرياضية" وأول من عرف الحجامة الرياضية والتدليك بكؤوس الهواء، وأول من حاضر
عن الحجامة الرياضية بدورات التدليك والإصابات، وغير ذلك من المنشورات العلمية.
وعلي
صعيد الجهود الفردية نجد أبحاث ماجستير منشورة أيضا في العام 2009 للباحث صفوت
موسي في بحثه عن كؤوس الهواء والأم عرق النسا، والباحث شريف الرشيدي وبحثه عن
تأثير كؤوس الهواء علي سرعة استعادة الشفاء.وكذلك احمد عبدالرحمن وخالد منصور
وغيرهم، وفي خارج مصر الباحث العراقي أحمد محمود صالح وغيره آخرون ممن اهتموا بهذا
الأمر مثل الباحث ريباز غفوري و اسعد السلامي وغيرهم ممن لم أقف علي أبحاثهم
الحديثة.
أما علي مستوي الأعلام
العالمي فقد تناقلت وسائل الأعلام صور السباحين الأوليمبيين الذين تظهر علي أجسادهم
علامات الحجامة، وذلك في الدورة الأوليمبية ببكين عام 2008.
ونسأل الله التيسير
والسداد في الأعمال الخاصة في هذا المجال التي أسال الله أن ييسر خروجها للنور عما
قريب.
كان هذا بيانا لتاريخ هذا
العلم الناشئ والشخصيات التي أضاءت هذا الطريق.