السلام عليكم ، وعليكم السلام اهلا بك وكيف انت ؟
بصراحة محتاج حضرتك في حالة مستعجلة.
تحت أمرك
ذهبت، ما الحالة؟ رجل في بداية الستينيات قام بإجراء جراحي لتغيير مفصل الفخذ، مكث دون حراك في الفراش لقرابة الثلاثة اشهر، يفترض في هذه الحالة أنها حالة عادية تتقدم في التأهيل بصورة ميسورة وبدون تعقيدات كبيرة، كان مجرد لمس أي جزء به يسبب له آلاما مبرحة، هذا فضلاً عن الحركة، لا يوجد مدي حركي ، الحركة الإرادية ضعيفة، لا يستطيع الجلوس أو الوقوف، إنها لحالة معقدة، كيف وصلت لهذه الحالة، كانت الحالة حق معقدة.
بدأنا التأهيل و رويدا رويداً بدأ الألم في الانحسار تدريجياً بحيث استطعنا بدء الحركات الخاصة في التأهيل، ولكن لا يزال التحسن بطئ علي مدار شهر، أخذت إشاعات الحالة وعرضتها علي احد أخصائيي العظام، والذي نصحني بالابتعاد عن الحالة لأن الجراحة بها خلل وبحاجة لإعادة هذه الجراحة مرة أخري، وفي هذه المدة بدأ يقف بصعوبة ويخطو خطوتين، ولكنه أكد النصح بالبعد عن الحالة، حتي لا تنتكس بسبب الجراحة وأتهم أنا في ذلك.
حالة الرجل النفسية كانت اشد ما اخشي عليه، بعدما رأي بارقة أمل في انحسار الألم عنه، وكان هذا غاية أمله فضلا عن باقي الحركات كالجلوس والوقوف، خاطبت ابنه في ذلك واني اريد التوقف ولكن خشية علي حالته النفسية استمررت مع الحزر الشديد.
مضي الوقت والحالة تتقدم ببطء، خاصة وان طبيبه السابق كان يعطيه أدوية كالسيوم بدون لازم مما تسبب في مضاعفات للحالة في اضطرابات البطن والتي كانت تعيقنا كثيرا، لشدة الألم. قمنا بعرض الحالة علي طبيب أخر اوصي بعمل رسم عصب، ذهبنا وقمنا برسم العصب، تبين ان هناك اختناقاً كبيرا في العصب خلف الركبة، مما يعجزه عن الوقوف بيسر وبالتالي المشي، وتقرر له جراحة، ثم علاج طبيعي بعد الجراحة لمدة خمسة اشهر في المتوسط.
قلت له لا تحزن مفيش جراحة إن شاء الله، واجرينا له الحجامة، بعدها حدثت طفرة كبيرة في قدرات الرجل، استطاع المشي رويداً رويدا، قمنا بتكرار الحجامة ثلاثة مرات علي مدي زمني عشرة أيام ثم شهر، ومع كل جلسة حجامة كانت قدرات الرجل في تحمل الألم والمشي والجلوس تزيد، حيث كان يستخدم المشاية في المشي، وحين أعدنا رسم العصب، حدث شئ غريب من الطبيب المسئول، ففي المرة الأولي للرسم لم يأخذ كثيراً من الوقت في الرسم، أما في المرة الثانية فأخذ قرابة الساعة، وقد كان ذلك مسار دهشته، إذ ظن أننا قمنا بالجراحة أولا ولكن كانت المفاجأة في التحسن بعد الحجامة.
مضي الوقت بطيئا واكتسبنا تقدما ملحوظاً في نوعية الخطوة وسرعة الأداء، وبدء ينام علي الجانب الأيسر، فلم يكن يستطيع ذلك علي الإطلاق.
عندها جاء طبيب قريباً لهم، وأوصي بذهابه لمركز علاج طبيعي، انتقلت معه إلي المركز المنشود، لقرابة الشهرين والحالة ترجع للخلف بحيث فقد القدرة علي المشي السلس، حينها رأي أهله ضرورة التحرك في خطوة كبيرة حين كان يزور مصر احد الخبراء الألمان.
ذهبنا لعرض الحالة عليه، وكانت المفاجأة أن أكد رأي الطبيب المصري الشاب د/ محمد عبدالهادي بمستشفي بنها التعليمي، وحين تحدثنا عن التاريخ المرضي للحالة وما تعرضت له تحدثت معه عن الحجامة فلم يفهم بادئ الأمر وحين قام الطبيب المصري المعاون له باستيضاح المصطلح مني ، حيث لم يفهم اسم الحجامة بالإنجليزية، ونطقي الألماني يبدو انه كان منحرفا، فقلت له الحجامة بالعربية، فظهر علي وجهه امتعاض غريب الشكل، في حين اخذ الخبير الألماني يردد اسمها الألماني بصورة طبيعية للتأكيد.
وهذا هو الفارق بين طبيب مصري يجهل المصطلح العلمي للحجامة، ويمتعض حين يسمع اسمها، وبين خبير الماني يؤكد نطقها.
و كان فضل الله عليك عظيما
ردحذفصدق الله العظيم
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد و زادكم علما و يقينا و تثبيتا و أجرى الخير دوما على يديكم