المتابعون

الجمعة، 18 نوفمبر 2011


تحديد أماكن العلاج بالحجامة
Locate Cupping Therapy
د/ أحمد حلمي صالح

إن تحديد أماكن ومواضع العلاج بالحجامة عامة والحجامة الرياضية خاصة ، أمر في غاية الأهمية والخطورة، وذلك لما يترتب عليه من حدوث آثار إيجابية تتمثل في : 
* الشفاء وتحسن الحالة .
* وزيادة القدرة علي الحركة. 
* الحياة الطبيعية أفضل من السابق.

 أو حدوث آثار سلبية ، كعدم الحصول علي نتيجة طيبة وما يترتب علي ذلك من أثر نفسي سئ.

إن اختيار النقطة العلاجية الصحيحة يوفر الشفاء بدرجة كبيرة بإذن الله، ولكن البعد عن اختيار نقاط العلاج الصحيحة يؤدي لحدوث نتيجة ضعيفة أو منعدمة في بعض الحالات، وفي سبيل تحديد هذه النقاط العلاجية انتشرت العديد من المدارس، وقام البعض مشكورا بتحديد خرائط علاجية توفر نقاط محددة علي شكل جسم الإنسان لعلاج بعض الأمراض المخصوصة، وذلك نتيجة الخبرة والدراسات العلمية. 

ولكن تكمن مشكلة هذا الأسلوب في أنه لا يراعي المرونة عند معالجة الحالات، وغالبا ما يصلح للمعالج المبتدئ، حيث تختلف بعض الحالات المرضية في نقاط العلاج الخاصة به علي حسب طبيعة المرض، بل قد يتم معالجة مرض ما من أماكن غير تلك المتعارف عليها سابقا، لذا نوصي بدراسة كل الأساليب العلمية لاختيار نقاط العلاج، ومراعاة الفروق الفردية لكل مريض في اختيار النقاط العلاجية الخاصة به.

فبعض الأساليب والمدارس تعتمد علي الإكثار من نقاط المعالجة، والبعض الأخر يعتمد علي القصد والإقلال فيها، ولكل منهم وجهة نظر موضوعية مقنعة، لكن التحيز لواحدة علي حساب الأخري هو الخطأ الأكبر، فكما قلنا يجب مراعاة المرونة في التعامل مع المريض  فقد يحتاج البعض إلي عدة نقاط علاجية ، وقد يحتاج إلي نقاط علاجية قليلة. 

إن الفهم الجيد لنقاط المعالجة هو الركيزة الأساسية لتحديد مواضع العلاج لكل مرض ، ولا يتأتي ذلك إلا بطول دراسة وفهم وتطبيق، فالتطبيق الخاطئ ولو لمسافة بسيطة لا تزيد عن السنتيمتر قد تؤدي لإضعاف نتيجة الحجامة، وهذا ما نلاحظة كثيرا في كثير من الأمراض كأمراض المعدة والكبد أو الإصابات ، كإصابة وآلام الكتف، أو إصابة أربطة الركبة ... إلخ. 

ويجب إعطاء أهمية خاصة لكل نقاط المعالجة، وعدم تقييد الذهن بأن بعض النقاط لها افضليه عن نقاط، فكل نقطة في موضع معالجتها الصحيحة هي الأهم ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فما ورد عنه بحجامة الكاهل والأخدعين شئ ، وما طبقه حين أصيب في فخذه شئ آخر، يدل علي أهمية النقطة في موضعها، فرغم أهمية حجامة الكاهل والأخدعين إلا أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يقم بعملهما عندما أصيب بوثء في فخذه، لماذا؟ لأن العبرة بالنقطة الفعالة وقت حدوث المرض، وليس بالفائدة العامة للنقطة.

فالنقاط ذات الفوائد العامة تجري في أوقات مخصوصة مفضلة للسليم أو المريض حسب ما يريد، مثل الأيام القمرية التي تشتمل أيام 15، 17، 19، 21 (ورد ذكر اليوم الخامس عشر بأحد الأحاديث) ومثال هذه النقاط الكاهل والأخدعين ، وبعض التفضيل في الإبر الصينية من البعض لنقاط خط بعينة مثل خط المثانة لأنه شباك أعضاء الجسم، ولكن تبقي العبرة بأهمية النقطة وارتباطها بالأثر العلاجي الكبير. 

وبالرغم من أهمية الخرائط المنشورة وتفضيل نقاط بعينها في العلاج إلا أننا نجد في بعض الأحيان أثر شفائي كامل لنقطة واحدة تعالج في جلسة واحدة ليس أكثر تعطي أثرا شفائياً أكثر من النقاط المتداولة لنفس الحالة المرضية، مثال لذلك بعض الأمراض كالمعدة واختناق عصب اليد، والربو.

إن العمدة في تحديد نقاط الحجامة تتمثل في أبرز طرق اختيار النقاط المعتمدة للعلاج وهي: ما صح عن النبي صلي الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وإقرارا، و خرائط الإبر الصينية، التقنين الألماني لنقاط العلاج، التقنين المصري لنقاط العلاج، ما يُضاف علي ذلك من تعديلات وإضافت نتيجة الأبحاث العلمية والتجارب الشخصية التي تثبت نجاحها بالصدق والثبات والموضوعية.

إن هذا الحديث إنما نكتبه كأحد النواحي التوجيهية مع باقي جهود من سبقونا من إخواننا الكرام في وضع وتقنين نقاط العلاج، حتي يكون المعالج علي بصيرة من الأمر، فيتقي الله ويبتغي مرضاته لما فيه خير المريض بإذن الله.

هناك 3 تعليقات:

  1. جزيت خيرا على توجهاتك اخي الدكتور احمد حلمي حقيقة ان التركيز على اهمية النقاط نصف العلاج

    ردحذف
  2. نقطة التأثير هى محور العلاج .. جزيت خيرا عنا دكتورنا الحبيب الخلوق

    ردحذف
  3. نقطة التأثير هى محور العلاج .. جزيت خيرا عنا دكتورنا الحبيب الخلوق

    ردحذف